الوصف
في أمسية تلك الليلة انشقت السماء عن مطر غزير و غرقت الطرقات في الأوحال، و لزم الناس دورهم إلا في حالات نادرة. رتب حميد أشياءه استعدادا للسفر في الصباح الباكر،.. و نام … أما أمه فباتت شاردة اللب دامعة العينين قلقة الروح تتقلب كأن بمضجعها الشوك…. قام و جهز نفسه بالكامل… لقد قرب وقت الذهاب، قام خميد و قام معه أبوه، و رافقتهما الأم إلى الباب ثم ضمت إبنها ضمة حنان قوية و الدموع تنهمر من عينيها و صوتها حزين باك : «يحفظك الله يا ولدي…». السماء تمطر بجنون و الشجر و الحجر مستسلم تحتها… رجعالوالد وحده شبحا يتسلل من خلال الضباب… لقد ذهب و السماء تمطر و رجع و السماء تمطر، أما هو فقد ذهب و السماء تمطر فمتى سيعود ؟